عندما أعشق أزداد رقيا
عدد مرات القراءة : 17930
أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء
1
أنتِ في لندن .. سنجابة حب
تأكل السكر .. والفستق ..
من بين يديا .
عربشت فوق قميصي .
عربشت فوق ضلوعي .
عربشت فوق عروقي .
واختفت في كنزة الصوف التي ألبسها
تجمع المشمش .. والزعتر .. والنعناع .
والعشب الطريا .
2
أنت في منفاي
سنجابة عمري .
وأنا في لندن ، تبهرني حريتي .
جسدي يبهرني .
لغتي تبهرني .
دهشتي تدهشني .
فكأني لم أكن في الذات يوم عربيا
كلما شاهدني الناس صباحاً
خارجاً من تحت أهدابك
ظنوني نبيا !! .
3
إنها تمطر فرواً
منذ أيام ، فما أحلى المطر …
إنها تمطر عشقاً
عن يميني .. وشمالي .
وورائي .. وأمامي .
وأنا أطفو على
بحر رمادي الوبر …
4
من تكونين أيا سيدتي ؟
يا التي تحمل في قفطانها
عندما تجلس قرب المدفأة
كل تاريخ الشجر …
يا التي حبي لها
أمر من الله ..
وعيناها قضاء وقدر ..
5
أنت سنجاب جبان
خائف من نفسه
خائف من خوفه
خائف من أي شئ في يدي ..
أو في فمي ..
خائف من كل ما لا يُنتظر …
6
أنت سنجابي الحضاري الذي حررني ،
من صداع الجنس في عصر الحجر .
تاركاً في جسدي
شعراً ..
ونثراً ..
وعصافير ..
وقمحاً ..
وثمر ..
تاركاً في داخلي
نصف قمر …
7
أنت في لندن
سنجاب رمادي الفراء
جاء كي يبني بصدري وطناً
بعدما حاصره ثلج الشتاء .
نط من أفق إلى أفق ..
ومن غصن إلى غصن ..
ومن نهر إلى رابية
ثم ألقى عند بابي
صرة من كستناء …
8
أنتِ سنجابي الذي دوخني
ورماني خاتماً
في جوارير النساء …
9
قطتي .
عصفورتي .
سنجابتي .
يا التي أرسلها الله من الغيب إليا
أنا ما عندي اعتراض أبداً
فاقضمي وجه المخدات ، إذا شئت ..
اقضميني حبة من بندق
إن توحمت ..
اجعليني بين أشيائك
قرطاً ذهبيا …
10
العبي بالوقت ، والأعصاب ، يا سيدتي ،
غيري شعري .. ونثري ..
وجذوري .. وسلالاتي ..
وغوصي خنجراً في رئتيا ..
أدخلي تحت قميصي ..
أدخلي تحت شرايين يدي ..
أدخلي في لغتي
أدخلي في اللحم والأعصاب
سيفاً أمويا ..
واغسليني بينابيعك .. إني
لم أكن قبلك إلا بدويا …
11
حرريني ..
من أبي زيد الهلالي الذي يسكنني
ومن الرمل الذي يطمرني
ومن الشوك الذي كان يغطي شفتيا .
ارفعيني لفضاءاتك ، يا سيدتي
وانزعي عني قناعي الجاهليا
علميني ..
كيف بالذهن تـُشم امرأة
كيف يغدو الجنس ترتيلاً .. وإنشادا ..
ورسماً بالأحاسيس ..
وجسراً قمريا !! .
كل حب
هو – يا سيدتي – فِعل رُقي
فأحبيني ..
أحبيني ..
أحبيني ..
لأزداد رُقيا !! ..