اليوميات السرية لقصيدة عربية
عدد مرات القراءة : 7723
1
إذا سمعنا شاعراً ..
يقرأ , في أمسيةٍ شعريةٍ, أشعارهُ
قلنا لهُ : (أحسنتَ يا مطربنا الكبيرْ)
إعقدْ على خصركَ شالاً أحمراً ..
وارقص لنا ,
آخرَ ما كتبتَ .. يا شاعرنا الشهيرْ .
أرقصْ لنا .. أرقص لنا ..
فنحن قومٌ لا يرونَ الفرقَ
بين دقة الخصر ِ .. وبينَ دقة التعبيرْ ..
2
إذا رأينا شاعراً
يفتحُ فوقَ منبر شريانهُ
مبشراً بوردة التغييرْ
قلنا لهُ :
نريدُ أن تسمعنا (طقطوقة ً) جديدة
تنقذنا من صحوة الضميرْ
كأنما وظيفة ُ الشاعر
أن يخدرَ العقلَ ..
وأنْ يـُعطل التفكيرْ ..
3
إذا رأينا شاعراًً
ينزفُ من جناحهِ كطائر الكنارْ
من أول الليل , إلى ولادة النهارْ
قلنا لهُ : (ما صارْ) ..
قلنا له : (ما صارْ) ..
لا بدّ أن تموت فوق أصابع القيثارْ
لا بدّ أن تموتَ يا مهيارْ
فليسَ في التاريخ من قصيدةٍ عظيمةٍ
لم تحترق بالنارْ ...
4
إذا رأينا شاعراً
يلفظُ فوقَ منبر ٍ أنفاسهُ
في قاعة ..
تكتظ بالسعال , والتصفيق , والصفيرْ ..
قلنا له :
أعدْ .. أعدْ ..
يا صاحب الحنجرة الحريرْ .
أعدْ ...
أعدْ ...
فما شبعنا طرباً
ولا اشتركنا ,
في طقوس موتكَ المثيرْ ..
يا عندليبَ الليل ..
يا شاعرنا الكبيرْ ..
5
... ونرفع الكؤوسَ نخبَ الشاعر الكبيرْ
ونشربُ الويسكي حتى الرمق الأخيرْ
وعندما يفرغُ من وصلتهِ ..
نطردهُ ..
ونأخذ ُ القصيدة َ العصماءَ للسريرْ ...