المظليون يهبطون في عيني حبيبتي
عدد مرات القراءة : 12648
أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء
1
سامحيني ، يا سيدتي
إذا كنت جارحاً ، وعدوانياً ،
وعصبي الكلمات .
فلم يعد بإمكاني أن أتصالح مع اللغة ..
ولا مع الحب ..
ولا مع نفسي .
فقد دخلنا مرحلة فك الارتباط
وما عادت تنفعنا الكلمات الطيبة
ولا العبارات المهذبة .
فلماذا التكاذب ؟
ولماذا التظاهر ؟
ولماذا نلبس ثياباً عاطفية
صارت ضيقة علينا ؟ …
2
إن الستارة قد نزلت ..
وانصرف الجمهور .
و أطفئت الأنوار .
ولم يبق لي دور في المسرحية العبثية
ولم يبق لك دور .
فلماذا نصر على قراءة نص لا نعرف معناه ؟
وعلى تكرار حوار لا نحس بحرارته ؟ …
3
إنني آسف يا سيدتي
فأنا لا أستطيع أن أحبك
في منأى عن وجع الأرض ..
ووجع الإنسان ..
ووجع التاريخ العربي .
لا أستطيع أن أعانقك
فوق بحر من العهر .. والقهر ..
والنفايات السياسية .
لا أستطيع أن أمشط شعرك الطويل
وأنت مستلقية ..
على سطح هذا الكوكب العربي المحترق !!
4
سامحيني يا سيدتي
فأنا جزء من هذا الخراب الكبير
ومن هذا الموت الكبير
ولا أستطيع أن أفصل سواد عينيك
عن سواد السماء في بلادي .
و لا أن أفصل زمن القمع ..
عن زمن الياسمين ..
ولا أن أشرب النبيذ الفرنسي
والناس في بلادي
يشربون دمهم …
5
إن وجهك الجميل
أصبح صفحة بيضاء
لا أرى فيها شيئاً ..
ولا أقرأ شيئاً ..
ولا أستوعب شيئاً ..
صوتك أبيض .
كلامك أبيض .
شعورك أبيض .
سواد عينيك .. هو أيضاً
أبيض !! .
6
لماذا لا نعترف ، أيتها الاستثنائية ..
أن حبنا الاستثنائي
قد دخل في ( الكوما ) ..
ولن تنقذه الوصفات العربية
ولا الإبر الصينية ..
7
ألا تحسين معي ؟
أن شراشف الطاولة
التي نجلس عليها في هذه الكافيتيريا
ملطخة بالدم العربي ؟
8
ألا تبصرين السفن الصليبية
وهي تبحر ..
في فناجين قهوتنا ؟؟
9
كيف يمكنني ، يا سيدتي
أن أقطف الياسمين
من بساتين يديك ؟
والنظام العالمي الجديد
ألغى قصائد الحب العربية ..
وشنق قيس بن الملوح
على ضفائر ليلى العامرية ..
10
وداعاً يا سيدتي .
وداعاً يا لؤلؤتي .
فلم يعد لي مكان
على شواطئ عينيك الحزينتين
لأن المظليين الأميركيين
سبقوني إليهما …