مدنسة الحليب

عدد مرات القراءة : 19021

قالت لي السمراء

    

أطعميهِ .. من ناهديكِ اطعميهِ
واسكبي أعكرَ الحليبِ بفيهِ

إتقي اللهَ .. في رخام ٍ معرَّى
خشبُ المهد كاد أن يشتهيهِ

نشفتُ فورةُ الحليب بثدييكِ
طعاماً لزائر ٍ مشبوهِ ..

زوجكِ الطيبُ البسيطُ .. بعيدٌ
عنكِ , يا عرضهُ وأمَّ بنيهِ

ساذجٌ , أبيضُ السريرةِ , أعطاكِ
سوادَ العينين ِ كي تشربيهِ ..

يتركُ الدارَ خاليَ الظنِّ .. ماذا ؟
أيشكُّ الإنسانُ في أهليهِ ؟

أو آذاكِ يالئيمة .. حتى
في قداسات نسلهِ تؤذيهِ ؟

كم غريبٌ أدخلتِ للمخدع الزوجي
يأبى الحياءُ أن تدخليهِ

إستغلي غيابهُ .. رُبَّ بيتٍ
هدمتهُ تلك المقمة ُ فيهِ

* * *

والرضيعُ الزحّافُ في الأرض ِ يسعى
كلُّ أمر ٍ من حولهِ لا يعيهِ

أمهُ في ذراع هذا المسجى
إن يبكي الدهرَ سوفَ لا تأتيهِ

أأبو الطفل .. ذلك الزائرُ الفظ ُّ
العميقُ العاهاتِ والتشويهِ ؟

أأبوهُ هذا ؟ ويا رُبَّ مولودٍ
أبوهُ الضجيعُ .. غير أبيهِ ..

* * *

إن هذا الغذاء يفرزهُ ثدياكِ
مُلكُ الضغير .. لا تسرقيهِ

إنْ سقيت الزوار منه .. فقدماً
لعقَ الهرُّ من دماء بنيهِ ..

سياسية الخصوصية سياسية الكوكيز شروط الاستخدام