عدد مرات القراءة : 23232
أنتِ امرأة مستريحة ..
مستريحة ككل المقاعد التي لا طموح لها ..
وككلّ الجرائد المتروكة في الحدائق العامة .
الحبّ لديك .. حصانٌ
لا يتقدّم .. ولا يتقهقر
ساعي بريد .. يجيء أو لا يجيء
أيامك كلها ..
مرسومة ٌ في خطوط فناجين القهوة ..
وورق اللعبْ ..
وودع المنجماتْ ..
مستريحة ٌ أنتِ .. كأرجل ِ الطاولة ..
نهدكِ الأيمنُ , لا يعرفُ شيئاً , عن نهدك الأيسرْ
وشفتك العليا ..
لا تدري , بشفتك السفلى ..
*
أردتُ أن أنقل الثورة ..
إلى مرتفعات نهديك .. ففشلتْ .
أردتُ أن أعلمكِ الغضبَ , والكفرَ , والحرّية
ففشلتْ ..
الغضبُ لا يعرفه إلا الغاضبون
والكفرُ لا يعرفه إلا الكافرون ..
والحرية سيفٌ ..
لا يقطع إلا في يد الأحرار
أما أنتِ ..
فمستريحة إلى درجة الفجيعة
تراهنين على الخيول الراكضه
ولا تمتطينها ..
وتلعبين بالرجال ..
ولا تحترمين قواعد اللعبة ..
أنتِ لا تعرفينَ قشعريرةَ المغامرة
والصدام مع المجهول , واللامنتظرْ
أنت تنتظرينَ المنتظرْ ..
كما ينتظر الكتابُ من يقرؤه ..
والمقعدُ من يجلس عليه ..
والإصبعُ خاتمَ الخطبة ..
تنتظرين رجلاً ..
يقـشـِّـر لكِ اللوزَ والفستق
ويسقيكِ لبنَ العصافيرْ
ويعطيكِ مفاتيحَ مدينةٍ
لم تحاربي من أجلها ..
ولا تستحقين شرفَ الدخول إليها ..