عدد مرات القراءة : 57750
عاد المطرُ , يا حبيبة َ المطرْ ..
كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلهْ
وكالمجنون , أتركه يبلل وجهي ..
وثيابي ..
ويحولني إلى اسفنجة بحرية ..
*
المطر ..
يعني عودة الضباب , والقراميد المبللة
والمواعيد المبللة ..
يعني عودتك .. وعودة الشعر
أيلول .. يعني عودة يدينا إلى الالتصاقْ
فطوال أشهر الصيف ..
كانت يدكِ مسافرة ..
أيلول ..
يعني عودةَ فمك , وشـَعْرك
ومعاطفك , قفازاتك
وعطركِ الهندي الذي يخترقني كالسيفْ .
*
المطر .. يتساقط كأغنية متوحشة
ومطركِ ..
يتساقط في داخلي
كقرع الطبول الإفريقية
يتساقط ..
كسهام الهنود الحُمرْ ..
حبي لكِ على صوت المطرْ ..
يأخذ شكلاً آخر ..
يصير سنجاباً .
يصير مهراً عربياً ..
يصير بجعة ً تسبح في ضوء القمرْ ..
كلما اشتدَّ صوتُ المطرْ ..
وصارت السماء ستارة ً من القطيفة الرمادية .
أخرجُ كخروفٍ إلى المراعي
أبحث عن الحشائش الطازجة
وعن رائحتك ..
التي هاجرتْ مع الصيف ..