أربع رسائل ساذجة إلى بيروت

عدد مرات القراءة:

تزوجتك أيتها الحرية

((الرسالة الأولى))

يا أصدقاَءَ الحزن في بيروتْ :

كيفَ هي الأحوالْ ؟

نسألكمْ . ونحن ندري جيداً

سذاجة السؤالْ .

نسألكمْ .

ونحن كالأيتامْ في جنازة الجمالْ .

((الرسالة الثانية))

يا أصدقاءَ الجُرح , في بيروتْ

ألم تبيعوا قمراً .. لتشتروا زلزالْ ؟

ألم تبيعوا السُحُبَ الزرقاءْ ..

والقلوعَ ..

والرمالْ ..

ألم تبيعوا الكرزَ الأحمر في غاباتكمْ

والزعترَ البرّيَ ..

والوزَّالْ ؟

ألم تبيعوا ؟

شجرَ التفاح ِ .. والعصفورَ ..

والتنورَ .. والشلالْ ؟

لأم تبيعوا كُتُبَ الشعر ِ التي لديكم

وضحكة الأطفال ؟

ألم تبيعوا وجعَ الناياتِ في جرودكمْ

وزرقة الموالْ ؟

ألم تبيعوا جنة ً

كيْ تسكنوا الأطلالْ ؟

((الرسالة الثالثة))

يا أصدقاء الشعر , في بيروتْ

ألم تبيعوا آخر النجوم في سمائكمْ ؟

ألم ْ تبيعوا ؟

آخرَ الحروف في أسمائكمْ

ألم تبيعوا ؟

ما تبقى من حُلـَى نسائكم

ألم تبيعوا البحرْ ؟

ألم تبيعوا للميليشياتِ التي تجلدكمْ

آخر خيطٍ من قميص ِ الشعرْ ؟

((الرسالة الرابعة))

يا أصدقاء الصبر ِ , في بيروتْ

قولوا لنا :

في أيّ أرض ٍ يوزعونَ الصبرْ ؟

قولوا لنا :

هل ممكنٌ أن تنهضَ الوردة ُ من فراشها ؟

ويستفيق العطرْ .

هل ممكنٌ أن ترجع الحروفُ من غربتها ؟

وأن يفيضَ الحبرُ ..

هل ممكنٌ أن نستعيد عمرنا ؟

من بعد ما هم شطبوا

أجملَ سطر ٍ في كتاب العمرْ …