اليوميات السرية لقصيدة عربية

عدد مرات القراءة:

تزوجتك أيتها الحرية

1

إذا سمعنا شاعراً ..

يقرأ , في أمسيةٍ شعريةٍ, أشعارهُ

قلنا لهُ : (أحسنتَ يا مطربنا الكبيرْ)

إعقدْ على خصركَ شالاً أحمراً ..

وارقص لنا ,

آخرَ ما كتبتَ .. يا شاعرنا الشهيرْ .

أرقصْ لنا .. أرقص لنا ..

فنحن قومٌ لا يرونَ الفرقَ

بين دقة الخصر ِ .. وبينَ دقة التعبيرْ ..

2

إذا رأينا شاعراً

يفتحُ فوقَ منبر شريانهُ

مبشراً بوردة التغييرْ

قلنا لهُ :

نريدُ أن تسمعنا (طقطوقة ً) جديدة

تنقذنا من صحوة الضميرْ

كأنما وظيفة ُ الشاعر

أن يخدرَ العقلَ ..

وأنْ يـُعطل التفكيرْ ..

3

إذا رأينا شاعراًً

ينزفُ من جناحهِ كطائر الكنارْ

من أول الليل , إلى ولادة النهارْ

قلنا لهُ : (ما صارْ) ..

قلنا له : (ما صارْ) ..

لا بدّ أن تموت فوق أصابع القيثارْ

لا بدّ أن تموتَ يا مهيارْ

فليسَ في التاريخ من قصيدةٍ عظيمةٍ

لم تحترق بالنارْ …

4

إذا رأينا شاعراً

يلفظُ فوقَ منبر ٍ أنفاسهُ

في قاعة ..

تكتظ بالسعال , والتصفيق , والصفيرْ ..

قلنا له :

أعدْ .. أعدْ ..

يا صاحب الحنجرة الحريرْ .

أعدْ …

أعدْ …

فما شبعنا طرباً

ولا اشتركنا ,

في طقوس موتكَ المثيرْ ..

يا عندليبَ الليل ..

يا شاعرنا الكبيرْ ..

5

… ونرفع الكؤوسَ نخبَ الشاعر الكبيرْ

ونشربُ الويسكي حتى الرمق الأخيرْ

وعندما يفرغُ من وصلتهِ ..

نطردهُ ..

ونأخذ ُ القصيدة َ العصماءَ للسريرْ …