قراءة أخيرة على أضرحة المجاذيب

عدد مرات القراءة : 11248

لا الأعمال السياسية

    

(1)
أرفضكم جميعكم
وأختمُ الحوارْ
لم تبقَ عندي لغة ٌ
أضرمتُ في معاجمي
وفي ثيابي النارْ ..
هربتُ من عمرو بن كلثوم
ومن رائية الفرزدق الطويلهْ
هاجرتْ من صوتي , ومن كتابتي
هاجرتُ من ولادتي
هاجرتُ من مدائن الملح ِ ,
ومن قصائد الفخارْ

(2)
حملتُ أشجاري إلى صحرائكم
فانتحرتْ ..
من يأسها الأشجارْ
حملتُ أمطاري إلى جفافكمْ
فشحت الأمطارْ
زرعتْ في أرحامكم قصائدي
فاختنقتْ ..
يا رحماً .. يحبلُ بالشوك وبالغبارْ ..

(3)
حاولتُ أن أقلعكم
من دبق التاريخ ..
من رزنامة الأقدارْ
ومن ( قفا نبكِ ) .. ومن عبادة الأحجار
حاولتُ ..
أن أفكّ عن طروادة حصارها
حاصرني الحصارْ

(4)
أرفضكم ..
أرفضكم ..
يا منْ صنعتم ربكم من عجوة
لكل مجذوب بنيتم قبّة ً
وكلّ دجال أقمتم حوله مزارْ
حاولتُ أن أنقذكم
من ساعة الرمل التي تبلعكم
في الليل والنهارْ
من الحجابات على صدوركمْ ..
من القراءات التي تتلى على قبوركم
من حلقات الذكرْ ,
من قراءة الكف ,
ورقص الزارْ
حاولتُ أن أدق في جلودكم مسمارْ
يئستُ من جلودكمْ
يئست من أظفاري
يئستُ من سماكة الجدارْ ..

(5)
من مللي ..
شنقتُ نفسي أمس .. في ضفائر الحبيبهْ
لم أستطع أن أفعل الحبّ .. كما عودتها
كانت خطوط جسمها غريبهْ
كان السرير بارداً ..
والبردُ كان بارداً ..
ونهدُ من أحبها ليمونة ً كئيبهْ ..
بعد حزيران أضعتُ شهوتي
سقطتُ فوق ساعديْ حبيبتي
كالراية المثقوبهْ ..


(6)
أنظر كالمشدوه .. في خريطة العروبهْ
في كل شبر أعلنتُ خلافة ً ..
وحاكم بأمره ..
وخيمة ً منصوبه ..
تضحكني الأعلام , والأختامُ , والممالك التركيبيهْ
وسلطات القش , والكرتون , والشرائع العجيبه
ومشيخات النفط ..
والزواج بالمتعة ..
والغرائز المشبوههْ ..
أمشي ..
غريبَ الوجه في غرناطة ..
أحتضن الأطفال , والأشجار ,
والمآذن المقلوبه ..
فهاهنا المرابطون رابطوا ..
وهاهنا الموحدون استوزروا ..
وهاهنا ..
مجالسُ الشراب , والنساء , والغيبوبه ..
وهاهنا عبادة ٌ دامية ..
وهاهنا .. مشنقة ٌ منصوبهْ ..
تناثري ..
كالورق َ اليابس , يا قبائل العروبهْ
واقتتلي ..
واختصمي ..
يا طبعة ثانية من سيرة الأندلس المغلوبهْ

سياسية الخصوصية سياسية الكوكيز شروط الاستخدام